«الأونروا»: إغلاق 6 مدارس بالقدس الشرقية يهدد مستقبل 800 طالب

«الأونروا»: إغلاق 6 مدارس بالقدس الشرقية يهدد مستقبل 800 طالب
مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين، في القدس الشرقية

حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من أن الأوامر الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بإغلاق ست مدارس تابعة لها في القدس الشرقية تمثل "تهديدًا خطِرًا لحق الأطفال في التعليم".

وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة نُشرت الأربعاء، إن هذه الخطوة تثير قلقًا شديدًا في أوساط الطلاب وأولياء الأمور، الذين يخشون فقدان فرص التعليم والانفصال عن بيئتهم المجتمعية.

قلق في أوساط الطلاب

وأوضح فريدريك أن نحو 800 طفل يدرسون في هذه المدارس، التي تشكل جزءًا أساسيًا من حياة المجتمع في القدس الشرقية، خاصة في مخيم شعفاط.

وأضاف: "يسود القلق بين الأطفال، يخشون عدم القدرة على مواصلة العام الدراسي، الذي يستمر حتى نهاية يونيو، كما يخشون أيضًا الانفصال عن أصدقائهم، وفقدان فرص التعليم، أو الالتحاق بمرافق تعليمية قد تكون بعيدة أو غير متاحة".

إلى جانب التعليم، أكد فريدريك أن الأونروا تشغّل مركزين صحيين في القدس الشرقية، أحدهما داخل البلدة القديمة والآخر في مخيم شعفاط، يخدمان نحو 60 ألف مريض، أغلبهم لا يستطيعون الوصول إلى مرافق صحية بديلة.

وأشار إلى أن "المرضى الذين يحملون هوية الضفة الغربية، أو من يعانون أمراضًا مزمنة، أو من هم تحت خط الفقر، يعتمدون بشكل كبير على هذه الخدمات".

إغلاق يطول خدمات حيوية

وأفاد المسؤول الأممي بأن عمل الأونروا في القدس الشرقية لا يقتصر على التعليم والرعاية الصحية، بل يشمل أيضًا إدارة مركز تدريب مهني شمال القدس يضم 350 متدربًا من المخيمات، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن خدمات النظافة وجمع القمامة في مخيم شعفاط.

وأعرب عن قلقه من أن مقر الوكالة في حي الشيخ جراح بات غير آمن بسبب التهديدات والهجمات المتكررة، بما في ذلك حرق متعمد للمقر وتدمير للبنية الأمنية.

في المقابل، أكد فريدريك أن عمليات الأونروا في بقية مناطق الضفة الغربية ما زالت قائمة، وتشمل 90 مدرسة و41 مركزًا صحيًا، إلا أن الوضع الإنساني في شمال الضفة يتفاقم، حيث تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أواخر يناير في نزوح أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني من ثلاثة مخيمات، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية.

أصوات من مخيم شعفاط

خلال زيارة قام بها فريدريك إلى مخيم شعفاط، عبّر الأطفال والأهالي والمعلمون عن قلقهم الشديد، وقال: "الأطفال، خاصة الفتيات الصغيرات، يشعرن بالأمان في هذه المدارس، نخشى أن يفقدن بيئة تعليمية مناسبة كانت ملاذًا آمنًا لهن منذ سنوات".

وأشار إلى أن هذه المدارس مجانية وتخدم المجتمع منذ ستينيات القرن الماضي، وتحظى باحترام وتقدير السكان.

ولفت فريدريك إلى أن الأوامر الإسرائيلية كانت موجّهة بشكل شخصي إلى مسؤولي المدارس المحليين، رغم تمتعهم بالحماية القانونية بموجب امتيازات الأمم المتحدة.

وأضاف أن موظفي الأونروا المحليين يتحملون مسؤولية كبيرة في ظل منع السلطات الإسرائيلية إصدار تأشيرات للموظفين الدوليين منذ يناير الماضي.

مواصلة تقديم الخدمات

رغم هذه التحديات، شدد فريدريك على تمسّك الوكالة بالتزاماتها الإنسانية، قائلاً: "نحن ملتزمون بمواصلة تقديم خدماتنا قدر الإمكان، نبذل جهودًا قانونية من خلال منظمات مجتمع مدني إسرائيلية للطعن على هذه القوانين في المحاكم، وندعو إلى احترام القانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، خاصة في القدس الشرقية".

تأسست الأونروا عام 1949 لتقديم الإغاثة والخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، منها القدس الشرقية،.

وتعمل بموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتواجه منذ سنوات ضغوطًا سياسية وتمويلية متزايدة تهدد استمرارية عملها في المنطقة، وسط تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية